متى سيخرج الرئيس من منطق التفاصح والتوصيفات"الخطيرة" وغير المفهومة؟

Photo

بحكم تعدد التصريحات الرئاسية التي تتحدث عن تدخل جهات أجنبية لضرب الديمقراطية وتفجير الوضع الداخلي إلى الحد الذي جعل الرئيس يعتبر نفسه " مشروع شهيد"، وبحكم بلوغ الوضع الداخلي( اقتصاديا وسياسيا وأمنيا) حالة قد تنذر بما هو أشد وأنكى في صورة تواصل التعامل السلبي مع أسباب الأزمة وغياب الحلول العاجلة، قد يكون على السيد قيس سعيد- للتخفيف من حالة الفوضى السياسية و" الرعب المعمم" والتأويلات المتناقضة التي تتسبب فيها تصريحاته- أن يستعمل جملة سياسية أقرب إلى الدرجة الصفر من المجاز: من هي الجهات الخارجية التي تريد زعزعة الاستقرار في تونس؟ من هم أدواتها لتحقيق هذه الغاية؟ ماذا أعد مجلس الأمن القومي لمواجهة هذا الخطر "الوجودي" على البلاد والعباد؟

سأكون أكثر وضوحا: إذا كانت النهضة هي المعنية بكلام الرئيس، وكان المحور القطري التركي هو المقصود ب" الأطراف الخارجية"، فلماذا لا يصارحنا الرئيس بذلك؟ ولماذا لا يفسر لنا كيف تسعى النهضة (ومن ورائها قطر وتركيا) إلى " تفجير الوضع من الداخل" وضرب مسار الانتقال الديمقراطي ومؤسسات الدولة؟

وإذا كان المقصود بكلام الرئيس هو حزب البوليس السياسي (حزب صانعة بن علي) وبعض حلفائها من سدنة "النمط"، وكان المقصود بالتدخلات الخارجية هو "محور الشر" بقيادة الإمارات والسعودية وبضوء أخضر فرنسي، فلماذا لا يصارح الرئيس الشعب بذلك؟

ولماذا لا يبادر السيد قيس سعيد إلى التحرك لحماية " الأمن القومي" بما يمنحه له الدستور من صلاحيات في هذا الملف وملف العلاقات الخارجية؟ ولماذا لا يأخذ مسافة واضحة من هذا الحزب الفاشي ويستعمل صلاحياته و" شرعيته" لإيقاف عربدة أيتام بن علي وورثة الشعب الترابية والمهنية؟

نرجو من سيادة الرئيس أن يتخفف من مجازاته وتعميماته وكلامه الذي يحتمل أكثر من وجه من وجوه التأويل، ونرجو منه أن يجيب عن السؤال الأهم: من هو عدو التجربة الديمقراطية في تونس (والذي ينوي الانقلاب عليها) ومن هي الجهات الأجنبية التي ترعى تحركاته في تونس، وماذا أعدت الدولة (خاصة مجلس الأمن القومي) لمواجهة هذا الخطر الذي يتهدد كل التونسيين بصرف النظر عن خلافاتهم السياسية والايديولوجية؟

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات