الزعامات الانقلابية الجديدة: من فشل إلى آخر

Photo

يؤكد الفشل الذريع لتحرك 14 جوان أنه تحرك هامشي وعبثي وغير مسنود من أي طرف فاعل من أطراف المنظومة القديمة. إنه تحرك " رعواني" يعبر عن رغبة بعض المشبوهين أو الموتورين في التحول إلى زعامات جديدة للقوى الانقلابية، وهو كما يظهر بحث فاشل يؤكد أن الأطراف الفاعلة في المنظومة القديمة مازلت تراهن على الوجوه القديمة، ولا تساند هذه الدعوات الانقلابية، بل تعارضها (لو تبنى هذه التحركات أي مركز قوى أو لوبي مؤثر لكانت الأعداد بالمئات فعلا أو حتى بالألاف ).

ورغم التضخيم الإعلامي لهذه التحركات والإشهار المكثف لها، فإنها لا تلاقي أي دعم حقيقي من مراكز القوى السياسية والنقابية والمالية والجهوية، كما أن طبيعة شعاراتها المختزلة في استهداف حركة النهضة( دون باقي مكونات الائتلاف الحكومي) يفقدها أي مصداقية أو أي تعاطف شعبي خارج الخزان التقليدي للانقلاب في تونس، وهو خزان تقضي حساباته الان_وهنا بأخذ مسافة من هذه التحركات وعدم مساندتها( لا حبا في النهضة أو تراجعا عن النوازع الانقلابية، بل لمنع تحول قادة هذه التحركات إلى زعامات جديدة، وكذلك لأن حسابات تلك الأطراف تفيد باستحالة أي انقلاب في السياق الحالي).

ملاحظة ختامية: أي حديث عن دعم الإمارات ومحور الشر لهذه التحركات هو حديث غير صحيح (لو دعمتهم لأمرت وكلاءها المعروفين بمساندتهم). فهذه التحركات أقرب إلى " عرض خدمات" منها إلى القيام بدور وظيفي متفق عليه مسبقا. كما أن قرار غلق ساحة باردو لا يفسر فشل التحرك ولا ينبغي أن يخدعكم من سيتخذه سببا للتخلص من فشله في الحصول على الدعم الشعبي. ألم يقولوا إنها " ثورة"؟ هل ينتظرون أن تفرش لهم الدولة التي يريدون قلب نظامها الطريق بالورود؟ هل يريدون تحركا تكون فيه نسبة المخاطر صفرا؟

لو كان هناك اقتناع شعبي حقيقي بالمطالب لحضر الالاف ولو كانت المخاطر أكبر بمئة مرة، ولو كان الطاعون لهذه التحركات " ثوارا" لا مرتزقة لجاؤوا إلى باردو ولو كلفهم ذلك حياتهم. فالتحجج بغلق ساحة باردو هو مجرد حجة مغالطية للتغطية على عدم وجود أي حاضنة شعبية أو حزبية أو نقابية لهذه التحركات.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات