عـــــــــــلاش الفْضايح يــــا مرزوق؟!

Photo

تتنقّل الإمارات عبر وسائل إعلامها بسرعة وكثافة من محور تونسي إلى آخر، تبحث عن ثغرة فشلت في العثور عنها طوال 10 سنوات لكنّها لا تيأس مقابل استمرار المحاولة يتبيّن جليّا التخبّط الذي تعيشه الإمارة النفطيّة الحالمة بإسقاط ثورة ذكيّة ومرنة تحسن العيش تحت قصف الأشقياء والعملاء، هذا التخبّط يلوح في تدوير عناصر اللّعبة، فمحمّد بن زايد لم يعد يتفنّن في إنتاج عناصر وأدوات جديدة يجدّد بها معاركه التي يخوضها منذ سنوات ضدّ سبعّطاش ديسمّبر، أصبح أمير الثّورة المضادّة وزعيمها يستعمل المستعمل،

"يجمّر البايت"، وبعد سنوات العزّ حين كان يختار بيادقه من بين النّخب التونسيّة ويفرز وينقي ويشترط، أجدبت عنده بعد إفلاس العناصر المجرّبة، فالتجأ إلى قفرشة اختياراته من شدّة القحط! واليوم يعود بن زايد إلى تدوير الدّيشي، ولعلّ محسن مرزوق يعدّ من أكثر الأشياء التي جرّبتها الإمارات، وإن كانت بعض العناصر التونسيّة كرّرتها أبو ظبي، فإنّ مرزوق يتمّ استعماله للمرّة الرّابعة! تقوم الإمارات باستدعائه للمرّة الرّابعة من أجل تأدية الخدمة اللاوطنيّة! ذلك هو الطمع الغبي من أبو ظبي والجاهزيّة الملهوفة الغير مشروطة من السّياسي الطمّاع.

بمتابعة لقناة سكاي نيوز ذراع الثّورة المضادّة في المنطقة ورأس حربة بن زايد في ملاحقة الثّورات العربيّة، بمتابعة لحوارها محسن مرزوق يتّضح أنّ الحديث عن محاولة اغتيال أو تهديد يرتقي إلى مستوى الفضيحة، ليست فضيحة لأنّها توليفة كاذبة لكن فضيحة لأنّها توليفة ساذجة غارقة في الغباء، كيف لا ومرزوق قال أنّ "أحد المصريّين تحدّث عبر قناة عربيّة تبثّ من تركيّا، عن خطّة لاغتيال رئيس الجمهوريّة، وأنّ وراءها الإمارات ومصر وطبعا هذه أغنية مكرّرة، يضاف إليها عناصر محليّة وذكّرني بالاسم، وكان هناك تحريضا على إيقاف هذه المؤامرة المزعومة، وفيها لغة مشفّرة" وأكّد مرزوق أنّ تركيّا وراء كلّ ذلك وحمّلها المسؤوليّة كاملة.

برامج وحوارات وسجالات تتحدّث عن محاولة اغتيال قد تكون دبّرتها بعض القوى الإقليميّة ضدّ رئيس الجمهوريّة، دخلت سكاي نيوز على الخطّ وبطريقة ركيكة منفّطة، أزاحت رئيس الجمهوريّة وقدّمت مرزوق كضحية!!! كيف؟ لا أحد يدري إلّا الله سبحانه ثمّ محمّد بن زايد، حتى مرزوق لا يدري! قالوا له قل فقال!

لكن الفضيحة الكبرى ليس تحويل وجهة التهديد من قيس سعيّد إلى محسن مرزوق، الفضيحة هو ذلك الخجل الذي يشعر به كلّ تونسي يتابع الطريقة التي أدارت بها المذيعة اللبنانيّة الحوار، والتي بدت وكأنّها في حضرة روبوت مكلّف بمهمّة تستجوبه وتوجّهه إلى حيث تريد، حتى حين يحاول مرزوق الخروج عن أجندة البرّنامج تعود به إلى ما تريده، لم تكن "كارولينا" أو جهاز التحرير يبحث عن رأس تركيّا في مداخلة مرزوق وإنّما كان رأس النّهضة، لذلك تذهب به دوما إلى محاولة استهدافه المزعومة ومن يكمن خلفها في الدّاخل، هكذا كان السّياق للأسف الشديد..

نأسف لأنّ مرزوق يحمل جنسيّة هذا الوطن، وهو الذي شغل مناصب عليا في الدّولة التونسيّة وقاد أحزابا تونسيّة ورغم أنفها هو محسوب على تونس، ثمّ يرتضي أن تحوّله متسابقة لبنانيّة في عروض ملكات الجمال إلى مسخرة، وتصنع منه ببغاء طوعي رخو توجّهه بصرامة تفتقد حتى لأدنى أبجديّات الشخصيّة السّياسيّة وإن كان في حدودها الدّنيا المترهّلة.. لماذا تتساقطون في حجر محمّد بن زايد، لماذا تروّضكم لبنانيّة استعراضيّة وتوجّهكم كما تشاء، لماذا لا تعتنقون مجد تونس وتشهدون لثورتها بالرّيادة وتتوقّفون عن سلوك العبيد.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات