إلى السيدة شيراز وزيرة الثقافة:

Photo

هذه التدوينة التي كتبتِها أنتِ على صفحتِك أكبر صيحة فزع في زمن الكورونا وزلَّةُ قدم كبرى في أول اختبار لك على رأس وزارة يُفترض أنها للثقافة.

Photo

إذا كان هذا الشعب لا يتمتع بالوعي الجمعي ولم يُربَّ على الثقافة فإنه فعلا إن لم يُجبرك على الاعتذار منه لم يُرَبَّ ولم يتعلَّم، هذا الشعب هو الذي بفضله وصلتِ أنت لتكوني وزيرة.

- احترمي تاريخنا وحضارتنا واقرئي فاتحة الدستور سيطالعك أول ما يطالعك أنَّ تونس دولة مستقلة.

- الإسلام دينها.

- العربية لغتها.

-الجمهورية نظامها.

فلماذا تريدين أن تجعليها غير مستقلة وأنت تكتبين بلغة غير لغتها القومية والوطنية أأعوزتك العربية أم أغرتك لغة الآخر التي قد تُبوِّئُكِ مكانا يرضى فيه عنكِ بعض مرتزقة الثقافة وعرَّابوها ونهَّازو مهرجاناتها.

عيبٌ ان تكتبي من موقع الوزيرة أو "المثقفة" بلغة غير لغتنا ولا أظن وزير الثقافة في فرنسا يكتب بالعربية تدويناته.

عيبٌ أن تتهمي شعبا بعدم التعلم على الثقافة وضعف وعيه الجمعي فقط لأنه عبَّر عن استنكاره من الإذن بتصوير المسلسلات رغم أنه يعلم أن الوزارة لا تنتج هذه المسلسلات، أليس هذا الشعب حرا؟

- هو لا يريد اولاد مفيدة ولا ينتمي إليهم.

- هو لا يعتبر عصفور السطح يعالج مشكلات الشرق الأوسط ولا يعزز حظوظ البحث العلمي.

- هو لا تعنيه الحالات المعزولة من الرذيلة لأنه شعبٌ وإن عصى ففي عمقه مبني على الفضيلة.

- هو شعب من حقه أن يشاهدك تشرفين أو تموِّلين مسلسلات عن ابن عرفة التونسي والخضر حسين ومحمد الطاهر ابن عاشور وسالم بوحاجب والشيخ النخلي والشيخ بوعتور والطاهر الحداد وابن أبي الضياف وخزندار وبورقيبة وفرحات حشاد.

- هو شعبٌ لا يرى قضايا الزنا والمخدرات والاغتصاب سوى حالات معزولة مهما ارتفع عدد قضاياها لأن العبرة بالنِّسَبِ لا بالعدد.

- هو شعبٌ متجذر في أخلاقه إلى النخاع رغم إقراره بالمعاصي فيُقسم وهو ينادم نديمه بـــ"حق هالمعصية".

- هو شعبٌ صنع ثورةً عجزت عنها دول أخرى ومن حقه أن يفخر.

وأخيرا:

- هو شعب حاز المرتبة الأولى في مقاومة الكورونا وأظن أنه بعد الأزمة سينبري لمحاربة الكورونا الثقافية. وأولها هذا التغريب الغريب والانبتات العجيب. ولولا اعتزازنا بلغتنا لكان الردُّ باللغة التي كتبتِ بها ليقرأه من تحبين أن يقرؤوا لك.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات