الحفتريشية المحدثة**

Photo

(الحفتريش، جذر :(ح.ف.ت.ر)...رباعي مجرّد) :

فكريّا :

الحفتريش هم الفئة المثقفة ونصف المثقفة التي كانت تدّعي وصلا بالنضال الطبقي والحقوقي والتقدّمية بمعناها الاجتماعي ثم ركنت إلى الدفاع عن مضمون جديد للتقدّمية والحداثة يَجمع بين خليط من المواقف يمتدّ من موضوع المرأة إلى المثلية مرورا بالجندرية في صيغ مفصولة عن ثقافة الناس ومعتقداتهم لا أفق لها إلاّ إصرارهم المرضي على تفسير التاريخ الخاص بتاريخ الآخرين، وهو منتهى الاستلاب.

سياسيّا:

هم الفئة المثقفة ونصف المثقّفة التي تفضّل قتل 20 ألف تونسي على حكم خصمهم الإيديولوجي ومنافسهم السياسي في اختيار شعبي حر. وهم من أكل الروز بالفاكية. وهم المستثمرون في دم شكري والحاج محمّد ويعلمون قاتلهما الحقيقي وعلاقة القتل بإجهاض مسار التأسيس.

هم الواقفون بالأمس في خصّة باردو تحت جناح الفاشيّة التجمعية ليشاركوا في اغتيال الشهيدين ثانية.

هم من استبشر بانقلاب السيسي الدموي الذي قتل المتظاهرين في الميادين، واعتقل أكثر من 60 ألف سجين من مختلف الطيف السياسي قضى منهم تحت التعذيب حوالي 70...ويقتل رئيسَها المنتخب لطيّ صفحة ثورة 25 يناير بطلب من الصهيونية.... ثمّ لا يكفون عن "تجريم التطبيع" والقول بـ"الممانعة".
هم الفئة المثقّفة ونصف المثقّفة التي تنتصر لحفتر البائس والقادم من أردإ ورش التخلف والكليانية الهجينة وتقاليد القهر والتبعية..ومنع الناس من الاختيار الحر…

الحفتريش خليط سياسي وذهني فيه من "النمط"، و"المنظومة القديمة"، و"السيستام" ومجاميعه الوظيفية و"العائلة الديمقراطية الاجتماعية الوسطيّة المدنية التقدمية"…

فالحفتريش هو هذه "الكتلة التاريخية"، والمتحفتر هو الملتحق بهذا الخليط…الآكل من كل موائد المذلة المبرر لما يغنم دون حياء…وتَحَفْتر الرجل إذا جمع بين كل هذا…وواصل ادعاءه الانتماء إلى الفضيلة. هم المانعون لبناء مشترك جامع يحتاجه البلد المنهك…الحفتريش من مخلفات "الدولة الجهوية الغنائمية"…

ومن الأعراض العامة للتحفتر أنّ يداخلك ميل مفاجئ إلى المنقلبين على الاختيار الشعبي الحر، لمجرّد أنّه يخالف هواك، حتّى وإن لم تجد الشجاعة للبوح بما داخلَك.

هذا هو الحفتريش : اسم جامع، نراه الأكثر تعبيرًا عن عوائق الاختيار الحر والحداثة والتقدّم والعيش المشترك والكرامة الإنسانية. والحفتريشية هي النزعة والمنوال.

** المرجعيّة في ضبط الحفتريش، والحفتريشية : الاختيار الأهلي الحر والديمقراطية والمواطنة الكريمة، وهو مفهوم قابل للتوسع ليَسَعَ كل من تجتمع فيه هذه الملامح أو بعضها.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات