الهزيمــــــــــــــــــــــــــــة..

Photo

يمكن القول وبلا تردد أنها الهزيمة الأولى الواضحة التي تلحقها الإمارات العربية المتحدة بحركة النهضة وخاصة بزعيمها راشد الغنوشي! تسع سنوات من المطاردة رصدت فيها ابو ظبي ملايين بل مليارات الدولارات لإسقاط الحركة واقصاء زعيمها، حتى أن البوابة الإلكترونية الأولى في الإمارات قامت بتخصيص ما يقارب 200 مادة اعلامية خلال الخمسة أشهر الأولى من سنة 2019 خصصتها للنيل من الحركة ومن رئيسها.

لم يعد الحديث الآن عن نجاح الإمارات من عدمه فقد تمكنت من تسجيل هدفها بدقة، تماما كما صرح به ضاحي خلفان وكما صرح به الملياردير المصري نجيب ساويرس احد كبار ممولي انقلاب 30 يونيو الذي عصف بثورة 25 يناير، الحديث الآن عن فرضيات عودة النهضة من بعيد وتدارك الصفعة، ام ان الامارات اهتدت اخيرا الى النجاعة وقطعت مع سلسلة النتائج السلبية التي رافقتها لوقت طويل! هل ستتوقف ابو ظبي بعد أن ضاقت طعم الانتصار وبعد ان جنت لأول مرة محصول ما زرعته طوال سنوات ونجحت دفاعات النهضة في اتلافه؟ هل خسرت النهضة معركة أم خسرت الحرب؟ ذاك ما ستفصح عنه الايام وفي اقصى تقدير الاشهر القادمة.

من يعتقد ان الاحزاب التي أسقطت حكومة الجملي المدعومة من النهضة ستدثر نفسها بهكذا انتصار فهو ما زال ابعد ما يكون عن فهم الساحة ومزاجها وتقلباتها، ستظل النهضة الحزب الأول في البلاد بفضل محميتها التاريخية ثم وبفضل قابلية التعايش مع كل مكونات المشهد التي اعترف بها الدستور ومررها القانون، لا احد يمكنه تغيير الوضع على الأرض غير القوى الخارجية، كذلك فعلت في مصر وفي اليمن وفي سوريا وتفعل في ليبيا، وعليه يصبح التركيز كل التركيزعلى معركة النهضة وبقية النسيج الداعم للثورة ضد الامارات الراعي الاساسي والممول الأول للثورات المضادة في المنطقة.

الاكيد ان ابو ظبي ستبيت الليلة على نية دعم انتصارها الأول على الحزب الذي يحول بينها وبين الاستفراد بالثورة التونسية، يدرك حكام الدويلة ان تونس لا تبتعد عن مصر، وأن سقوط النهضة في تونس سيترك الفراغ تماما كما سقوط الإخوان في مصر، فبعد مرسي وحزب العدالة ماتت الحياة السياسية واختفت الأحزاب من الساحة وعادت مصر تترحم على "ديكمقراطية" جمال وعلاء مبارك، وعاد صباحي الى شرب النرجيلة على مقهى الحرافيش كما عاد يروي بإسهاب لبعض الطلبة نوعية السم الذي تناوله عبد الحكيم عامر!

الآن نحن على موعد مع نوع جديد وغير تقليدي من المعارك، ستشهده الساحة التونسية بين النهضة وقوى الثورة من جهة وبين الامارات ومن معها من جهة اخرى، هذه المرة لا مشير ولا عقيد ولا جنرال ولا ميلشيات تشادية ولا سودانية.. هذه المرة ستعمل الإمارات على إفراغ الديمقراطية من داخلها، تحطيم الديمقراطية بأدوات ديمقراطية، الآن ستعمل أبوظبي على تقديم رسالة للشارع التونسي تفيد بأن لا جدوى من التغيير عبر الديمقراطية وان لا خيار لضبط الأمر في تونس غير نهج الاستقرار العنيف، لقد عمل محمد بن زايد عبر الوكلاء على إسقاط حكومة الجملي بطرق دستورية، وكان له ما اراد، الآن وبعد أن نفَذَ ونفّذ،

سنشهد شطحات فلكلورية للدستور التونسي، سيسعون الى تشطيح دستورنا على أوجه عدة، ربما الهيب هوب او الفلامنكو..ربما الباليه..ربما الكونترا او تشا تشا...ربما سكّروه وزطّلوه وشطحوه فزاني....الثابت أنهم سيسعون والغير ثابت هَــلْ سيستطيعون؟!

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات