الانقــــــــــــــــــــــــــــلاب

Photo

بعد ما يناهز الثماني سنوات من التخطيط، ومع استحالة استجابة الجيش وفشل القوى المناكفة لثورة سبعطاش ديسمبر في القيام بانقلاب تؤثثه ميليشياتها بإسناد من قواعدها وبعض جيوب الدولة العميقة، وبعد فشل التحركات الإماراتية في ظهر الدولة التونسية وأطرافها، جاء الدور على الانقلاب باستعمال وسائل دستورية ملتوية،

البعض نبه الى ذلك منذ مساء الانتخابات وحال شرعت مؤسسات سبر الآراء في تقديم النتائج، فيما غفل بعض الذي تخمروا بانهيار السيستام ، عن خلفية الأحزاب الشبه فائزة واجنداتها ومواقفها من الثورة، وشرعوا في الدعوة الى حكومة ثورية واكدوا ان ذلك هو خيار الشعب.

بالنسبة للذين تابعوا منذ البداية سير أشغال المؤامرة بدقة وانتباه فقد أدركوا صبيحة 7 أكتوبر 2019 أن خطاب الشركاء الافتراضيين ليس خطاب مشاركة وانما هو خطاب حرب، لم يكونوا بصدد شحذ هممهم لمجابهة تحديات الدولة لقد كانوا بصدد شحذ أسلحتهم لمجابهة حزب الدولة! ذلك الكيان السياسي الذي رافق التجربة منذ أفصحت صناديق 23 أكتوبر عن وجهة الشارع ورغبته.

يوم الخميس 9 جانفي 2020 الموافق لـ 14 جمادي الأول 1441، تبينت ملامح العملية واتضح أن "ضباط" المنظومة القديمة بالتعاون مع "ضباط"جدد وبدعم واسناد من خلايا نائمة داخل ألياف الثورة، نفذوا عملية انقلاب سيكون لها ما بعدها، لكن وقبل أن نغوص في التفاصيل وتفصح العملية عن المزيد من أسرارها،

لابد من الاشارة الى ان ما اقدمت عليها المجموعات الانقلابية المتحالفة لم يستهدف الدولة في عمقها بل إنها عملية محدودة سيكتشف اصحابها قبل غيرهم أنهم قدموا هدية سحرية لخصمهم السياسي الذي أرادوا تقويض التجربة والثورة والدولة من أجل شطبه، سيتضح لاحقا انهم أخلوا مكان الحراسة للحزب الفائز، ليتحول إلى الحارس الوحيد للدستور وللتجربة والكيان الوحيد الذي يحرص على استمرارية الدولة ويقدم من أجلها كل شيء، حتى حين توافق مع حزب النداء قبل ببعض مناصب هامشية حتى تتواصل التجربة.

لقد ظن الأغبياء أنهم سيطروا على مفاصل الدولة ومؤسساتها السيادية وانهم شلوا حركة المقاومة، بينما هم سيطروا على بعض الأراضي البور والبنايات القديمة المهجورة، لقد اعتقدوا أنهم في ستينات القرن الماضي فجمعوا شتاتهم وتوجهوا نحو مبنى الإذاعة والتلفزيون فحاصروه ثم احتلوا!!! لقد فاتهم انها بؤر اعلامية خاوية، وان دولة الثورة ومنذ سنوات نقّلت عتادها الاعلامي الى المنصات الزرقاء، من هناك يخوض الأحرار معكم معركة الحفاظ على دولة الشعب!

كلكم محرم كوسا.. كلكم عادل أوكسوز.. كلكم أكين أوزترك.. عندما تقفون على جسر البسفور ستكتشفون انكم أكبر كذبة انجبتها تونس منذ ما قبل الحضارة العاترية.. لا يحتاج الشعب الى فيس تايم ولا الى هاندة فيرات لإبطال مفعول كذبكم، انتم اقل من ذلك بكثير، انتم هناك على شهوة الانقلاب، ونحن هنا على صهوة الصمود........ مــــــــا زال واقفــــــيـــــــــــن.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات