قيس رئيسا..

Photo

من الجائز الحماس في الانتخابات الرئاسية، إلا أن ذلك لا يعكس أهمية الدور الموكول لرئيس الجمهورية في النظام التونسي الذي يحصره في دائرة لا تتجاوز الخارجية والدفاع.

وإن أي مبالغة في الحماس لا تمكنه من سلطات أوسع، حتى ولو حاول تحميل النصوص ما لا تحتمل أو وصل به الأمر إلى التحايل على السلطات الأخرى. مثال الباجي درس بليغ في هذا ا لإطار، احتل القصور الثلاثة من قرطاج إلى باردو إلى القصبة، ومع ذلك لم يستطع أن يزيد في السلطات التي منحها له الدستور.

الأمر واضح إذن. لكن رغم ذلك فإن الحماس قد وصل بالبعض إلى دق نواقيس الخطر، بعد أن تبين لهم قرب قيس سعيد من قصر قرطاج، تدفعهم إلى ذلك أوهام الكهف الإيديولوجي فلم يروا غضاضة في الدوس على ما كانوا يرفعونه من شعارات براقة ومواقف كانت تبدو مبدئية. وها هم اليوم يطوونها وكأنها كراس قديم.

لم يروا ما يمثله قيس سعيد من رمزية للثورة أو للتأسيس أو للتجديد، غير مهم. لم ينتبهوا إلى أنه قادم من خارج المنظومة التي كانوا يحمّلونها، وهي بالفعل تتحمّل، الفشل الذريع الذي وصلت إليه الدولة الوطنية، غير مهم.

لكن هم يضيفون إلى ذلك أنهم لا يكترثون بما يمثله منافسه من فساد وارتهان للقوى الخارجية بما في ذلك من علاقات مشبوهة مع قوى معادية لنا. نعم هل يمكن للبعض أن يتخلى عن نفسه إلى هذه الدرجة؟ هل يجوز لهم أن يخسروا أنفسهم وهم يعرفون أنهم لن يتمكنوا من تحريف حركة التاريخ؟

قيس سعيد رئيسا، لكننا لا يمكن أن نحمّله أكثر مما يحتمل، حيث يقتصر الأمر على الرمزيات. وباستثناء ذلك فالشعب هو الذي يصنع التاريخ.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات