وصلنا لمرحلة أصبح فيها وجود الماء في السبالة يعتبر إنجاز…

Photo

عندما يعجز الأب عن كفالة أبنائه ويشعر انه لم يعد قادرا عن توفير أبسط متطلبات الحياة لمن هم تحت مسؤوليته ...يعلن عجزه وتخليه وإهماله بمقولة "دبروا روسكم"…

يتحول الأبناء بعد هذا التصريح الى مرحلة ما دون الأسرة والكفيل ويتحولون في العادة إلى قطّاع طرق او متسولين او متحيلين لتوفير متطلبات حياتهم .

للأسف الشديد وقياسا على اعتبار الدولة في الفلسفة السياسية بمثابة "الأب الكبير" يمكن القول أن دولتنا وصلت إلى مرحلة هذا الرجل العاجز عن توفير ادنى متطلبات الحياة الضرورية…

انقطاع الماء والكهرباء في أيام العيد ودخولنا مرحلة الوسخ الشامل بغياب الماء على مدى يومين والنتونة العامة بفساد لحم الاضاحي لألاف العائلات بسبب انقطاع الكهرباء هو صرخة عجز مؤلمة تطلقها دولتنا على مسامعنا "دبروا روسكم"..

وهذا يعود بنا إلى مرحلة ما قبل الدولة الوطنية التي يتدبر فيها الفرد اموره بحمل الماء على الحمير في بيدون وأكل أضحية العيد في يوم العيد حتى لا يفسد....فضلا عن الارتداد إلى الخلف للاستقواء بالمعطى العروشي والقبلي لتوفير الماء والاستحواذ على منابعه بسطوة الدوار والعرش(كل دوّار يتملك عين ماء يسقي منها ابناءه.(

علماء الاجتماع وباحثوا العلوم السياسية والاقتصادية والحضارية والانتروبولوجيا والفلسفة مطالبون اليوم في تونس بالتحلي بالشجاعة الأكاديمية دون تحيز سياسي إيديولوجي وإدخال فكرة الدولة إلى مختبر البحث العلمي للتشريح وتقييم شامل لطبيعة الدولة التي نعيش تحت ظلها..

اقول هذا الكلام بعيدا عن أي توظيف سياسيوي بل إيمانا مطلقا بهذه الدولة الوطنية التي تربينا فيها وحملنا فكرتها وانتماءها ومشروعها وأراها اليوم بمعايير أكاديمية تنحسر مجالات وجودها وتدخل مرحلة ما دون الحد الأدنى بكثير…

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات