خلط الحق بالباطل هو توجّه دغمائي ساذج…

Photo

1- فعلا بن علي و كلّ المستبدين استعملوا الدستور و القوانين لإقصاء خصومهم بتزكية و تواطئ من "النخبة" الإعلامية و السياسية و "القانونجية". و لكن بن علي كان يزيح بذلك معارضين ديمقراطيين شرفاء و نزهاء و محترمين للقانون هم ضحايا الاستبداد فلو كنت تعتبر ان الظواهر البلطجية المافيوزية المتمرّدة على الدستور و القانون التي برزت عندنا في هذا الزمن السعيد خصوما نزهاء و منافسين شرفاء لا يجوز ايقافهم عند حدّهم و فرض القانون عليهم حماية للديمقراطية فاعتراضك مفهوم.

2- تنسيب الأمور إلى درجة خلط الحق بالباطل هو توجّه دغمائي ساذج. فهل تعتقد فعلا انّه من العدل وضع معارضي بن علي في نفس خانة الباندية و اللصوص الذين يردون اليوم الاستحواذ على البلاد و استرقاق العباد بالمال الفاسد و التسوّل و جعل الجميع ضحايا أساليب الاستبداد بالأمس و اليوم و كأنهم واحد؟ ان كنت تعتقد ذلك فاعتراضك مفهوم.

3- ان كنت تعتقد ان مبدأ نزاهة الانتخابات يقتضي فقط الاحتكام و احترام بعض الأشكال كالامتناع عن تغيير القانون خلال السنة الانتخابية و لا ترى ان نزاهة الانتخابات تقتضي و في الأصل و المضمون حمايتها من الممارسات الخطيرة و المكثّفة التي تهدد فعلا مصداقية الإرادة الشعبية و تشوّه العمل السياسي الديمقراطي بصورة مزعجة فاعتراضك مفهوم.

4- ان كنت تعتقد ان الأنظمة الديمقراطية على كوكب الأرض لا تضع شروطا و ضوابط قاسية و إقصائية احيانا حماية للديمقراطية و انها تسمح لكل لصّ متمرّد على القانون ان ينافس الآخرين في لعبة غير متساوية الحظوظ فاعتراضك مفهوم.

5- ان كنت فعلا تعتقد ان المتجاوزين كثر و هو صحيح و انه لا يجوز إيقاف مجرم عن إجرامه أو فاسد عن فساده الّا إذا أوقفنا الجميع فان لم نستطع ان نلجم الجميع فلينفلت عقال الجميع ليعبثوا بالبلاد و العباد عندها اعتراضك مفهوم.

امّا و الأمر على خلاف ذلك لانّي اعرف انك لا تفكّر بهذه الأساليب الميكانيكية الشكلانية الجافّة فان اعتراضك صار غير مفهوم!

نزاهة الخيار السيادي للشعب يستدعي إيقاف الممارسات المافيوزية الخطيرة من تدفق المال الفاسد و استرقاق الناس و شراء ذممهم بالتسول المشهر و الإشهار للرشاوى الإنتخابية فان لم نستطع ايقافها كلّها نوقف ما نستطيع اليه سبيلا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات