لماذا يفترون على سفيان طوبال !

Photo

البعض ينغمس في النقد عن نية سليمة لكنها نية مجذومة والبعض الآخر كل همه ان يمارس هواية النقد ومني وعليكم السلام، اقلية فقط لا يبدون دهشتهم إذا سرق السارق وقتل القاتل وكذب الكذاب وتوتر العصبي وبخل البخيل.. فقط يفزعون اذا غضب الحليم وقست الام وخان الوطني وامسك الكريم وانحرفت البتول.. ما دون ذلك قد يستقيم النقد في حق صاحب العادة لوضعه باستمرار تحت اعين الناس، وليس لإخبار الناس بحدث جلل، بينما هو من السلوكات اليومية لصاحبها.

لما الاستغراب من الفيديو المسرب لسفيان طوبال وكأن الرجل قدم نفسه خارج سياق الرشق داخل سياق الرشاقة، لماذا الافتراء على الرجل وكأنه جاء بخلاف ما دأب عليه، لا شيء غير ان هذا الاستغراب يوحي بأن الكثير من المشفقين على تجربة الانتقال الديمقراطي مازالت الصورة مشوشة لديهم ومازال المخيخ المسؤول على التصنيفات يعاني تحت اقدام التذبذب، والاّ فإنه وبعد 8 سنوات تزيد على الثورة، الأصل ان تكون الرؤية واضحة وان تستقر الأحزاب والشخصيات العامة في أذهان المجتمع،

هذا ثورة هذا ثورة مضادة ذاك هوية تلك مثلية والآخر اعلام وغيره مال، هذه فصيلة سبعطاش وتلك فصيلة ستاش وأولئك من فصيلة الغلمان وهاتيك من فصيلة الصبايحية وتلك خلطة فرنسية والأخرى خلطة سيساوية حفترية بيادية.. وهنالك فصيلة رثة معطوبة بلغت سن الياس الاخلاقي وفاتها قطار الوطنية، فهي تعيش على أمل حقير، ان تصحو يوما من ثمنتها على وقع البيان رقم واحد، والا فانه الاحتضار القيمي حتى الموت.

بعض حالات الإشفاق الغارق في البساطة، يجاهر بدهشته حين تُنشر صورة لشخصية سياسية سكيرة وهي بصدد السكر او شخصية رقّاصة وهي بصدد الرقص أو شخصية قوادة وهي بصدد القوادة او شخصية خائنة وهي بصدد الخيانة أو شخصية حاقدة وهي بصدد الحقد او شخصية استئصالية وهي بصدد الاستئصال او شخصية رشّاقة وهي بصدد الرشق.. او شخصية جارية وهي بصدد استعراض مفاتن العبودية..

انه لمن المؤسف ان يختلط الأمر على طبقة من المدونين الذين يكتبون ويقرؤون ويتابعون الأحداث بدقة ولديهم في ارشيف عقولهم أطنان من المعلومات، بينما الصورة واضحة عند الراعي الأمي الذي ليس له في المداد ولا الدواة، رغم ذلك يحسن يفرز الى درجة الابداع، الحمير هناك والغزلان هنالك، تلك قبل الوادي الكلاب وتلك خلف الوادي الذئاب وتلك فوق التلة الضباع وذلك الذي يزحف على"كرشه" الحنش، إذا هو من فصيلة الزواحف.. يضحك الفلاح الى حد التخمة حين تساله إن كان ذلك قطيع الذئاب ام قطيع الخرفان، كيف لا يشرق بالسخرية وهو يحسن يفرق بين سلوك الذئاب وعاهاتها وعاداتها، الذئب الأبخر والذئب الأعور والذئب الأخطر والذئب الأقذر……

لنترك طوبال في حاله، ثم هيا بنا نرتقي جميعا الى مستوى الراعي النبيه..هيا نفرز ذئابها من ضباعها من حميرها من زواحفها من حشراتها من سوامها من هوامها من دوابها من وحشيّها من اليفها من حلّـــــــــــــــوفها..

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات