عندما دوبل الجوادي بسبب جمجمة

Photo

عمكم الجوادي دوبل مرة واحدة في حياته،كان ذلك في السنة الثانية ثانوي نظام قديم [الثامنة أساسي اليوم]،أذكر أنني كنت تلميذا مشاغبا من الطراز الأول،لا أمل من التشويش والضحك،وتدبير المقالب للاساتذة مما كان يكلفني في كل مرّة عقوبات قاسية من الإنذار إلى الطرد ،وإحداها كادت تكلفني الطرد النهائي من معهد القصور بولاية الكاف،ففي حصة العلوم التي كنا ندرسها في قاعة مخصصة خطرت لي فكرة جهنمية عندما تفطنت لوجود جمجمة في إحدى الخزائن في القاعة،فماكان مني إلا أن أخفيتها تحت"قشابيتي" ودخلت بها القاعة التي كنا سندرس فيها حصة الفرنسية عند مدام سندس الشمطاء التي كانت تبادلني مشاعر كره ونفور لا حدود لها،أخفيت الجمجمة تحت مكتبها قريبا من موضع قدميها،و "شديت الصف" مع بقية التلاميذ في انتظار قدومها من قاعة أخرى!

بدأت مدام سندس الشمطاء الحصة كعادتها بالمناداة ،وفي لحظة ما توقفت فجأة لتبحث عن شيء ما تحت مكتبها،لتطلق صرخة مدوية ،ويغمى عليها،ولا تسلْ عما حصل بعد ذلك!

تم توجيه التهمة لي مباشرة ودون تردد ،فقد كانت تصرخ" هذي عمايل الجوادي" وأصرت على إحالتي على مجلس التربية وطردي نهائيا لولا أن تدخل بقية الاساتذة لصالحي فتم طردي ثلاثة أيام
ولكن مدام سندس الشمطاء لم تغفرها لي وكانت سببا في رسوبي في ٱخر السنة ،والٱن وبعد كل هذه السنوات فقد سامحتها ،فلو فعلها أحد تلاميذي اليوم لتصرفت مثلها.

عندما غادرت الكولاج والمبيت الى قريتي بسبب العقوبة ،لم تفهم هنية [التي وصلها الخبر من المنصف ولد عمي]" كيفاش تحط رأس عبد تحت مكتب المعلمة" ولم أستطع أبدا أن أقنعها أنه رأس اصطناعي ،وكانت تردد كالمجنونة: " والله كان طردوك الا ما تسرح بالبڤرات كي المنصف ولد عمك" !

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات