البلاغة البائسة

Photo

يوما بعد يوم، تؤكد الخطابات التي تصوغها "الذكور المهيمنة" في النداء عن "الانثى"(خطابات الباجي ومرزوق والعكرمي) أن بؤس هؤلاء في عوالم الخيال (كالاستعارة والمجاز والتشبيه) لا تختلف في شيء عن بؤس أدائهم في الواقع على عهد حكومة القساوات، كما تؤكد تلك الخطابات أن "الحداثة" المزعومة والانحياز المعلن لقضايا المرأة لم يغيرا شيئا في بنية المخيال الذكوري الذي يختزل الذات الأنثوية المركبة في موضوع للسيطرة وأداة التناسل .

في هذا القحط السياسي والاخلاقي والجمالي ، أصبحت الانثى في المقاربات الثقافوية دالا مركزيا يجرف الصراع من الاقتصادي والاجتماعي وبنى الهيمنة والاستبداد إلى الهووي والجنسي وبنى شرعنة مدن الفساد البرجوازي، كما أصبحت الانثى أداة للتناسل لكن ليس بالمعنى البيولوجي بل بالمعنى الايديولوجي،أي أصبحت أداة مركزية في خدمة سياسات المنظومة القديمة وسعيها المحموم إلى إعادة إنتاج نفسها عن طريق تكثيف الخطابات حول جسد الانثى المهدد بالظلامية والرجعية.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات