في عملية جرد سريعة لوضعية بلدان الثورات العربية..

Photo

التدخل الروسي في سوريا لا يبدو حتى الان حاسما في انقاذ النظام، والحرب على الارض تتحول إلى معارك كر وفر، ستستنزف خاصة قوات النظام العسكرية وروسيا من حيث الكلفة المالية، مما سيجعل الحل السياسي المخرج الوحيد، مع ميزان قوى على الارض ضاغط لفائدة رحيل الاسد في اطار صفقة سياسية تنهي الشكل الحالي من الاحتراب.. ولكنها لن تنهي المعارك والصراعات لأن قوى مسلحة اساسية ستبقى خارج تلك الصفقة..

في مصر يعيش نظام الانقلاب ظروفا اقتصادية وسياسية صعبة نتيجة التخلي المالي لدول الخليج عنه ولفشله في تحقيق أيّ انجاز على الارض، مع المضيّ في عسكرة الفضاء العام وهو ما جعل الشعب المصري يقاطع الانتخابات التشريعية في تعبيرة واضحة عن الفشل الذريع لنظام العسكر الذي ينتقل من اخفاق إلى اخفاق، مما يجعله نظاما فاشيا يفتقد الشرعية السياسية والمشروعية بما هي واقع موضوعي وسوسيولوجي من الرفض الشعبي..

في اليمن الفرز يتضح أكثر فأكثر وسيتجه الى حل سياسي لا بديل عنه..

في العراق ولبنان، ظهور تيارات مدنية مواطنية في مواجهة الطائفية السياسية في ظاهرة تتطور ببطء ولكن بثبات..

في تونس، الحزب الذي مثّل التعبيرة الأساسية عن الثورة المضادة يتفكك شيئا فشيئا على قاعدة انفصال القوى الممثلة للنظام السابق عن جماعات المصالح االمالية والإيديولوجية التي تحالفت معه..

الوضع في مجمله أفضل من ظروف الثورات قبل سنتين لأنه بعودة قوى أنظمة ما قبل الثورة وفشلها يتأكّد للجميع أنه لم يعد من الممكن العودة الى الوراء وأنّ رهانات الحرية والتنمية على المستقبل.. فقط على المستقبل.. الطبقة السياسية ما قبل الثورة بسلطتها ومعارضتها تفقد الأسباب العملية والأخلاقية لوجودها..

في الافق حراك مدني سياسي مواطني سيقطع مع الجدل العقيم في اللاهوت والسياسة، والذي أعاق الثورات عن حفر مجرى جديد في التاريخ..

من منظور تاريخاني انا متفائل..

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات